أمانة العاصمة المقدسة… شرف المكان ومسؤولية الخدمة

مباشر نيوز ـ فهد السمحان
تحتل مكة المكرمة مكانة فريدة في قلوب المسلمين، فهي قبلة العالم الإسلامي، ومهوى أفئدة الملايين من الحجاج والمعتمرين، وقد شرفها الله بخدمة ضيوف الرحمن إلى جانب رعاية سكانها الكرام. ومن هذا المنطلق، تضطلع أمانة العاصمة المقدسة بمسؤولية عظيمة، تتجاوز إطار العمل البلدي التقليدي، لتكون رسالة وطنية ودينية تُؤدى باستشعار قدسية المكان وعِظم الأمانة.
وتعمل الأمانة وفق نهج مؤسسي حديث ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث يُوضع الإنسان والمكان في صدارة الأولويات، وتتحول الخطط التنموية إلى منجزات واقعية تنعكس على جودة الحياة، وتُحسّن تجربة الزائر والمقيم، وتحافظ على هوية مكة المكرمة وخصوصيتها.
وخلال موسمي الحج والعمرة، تتجلى الجهود الاستثنائية لأمانة العاصمة المقدسة عبر رفع كفاءة الخدمات البلدية، وتعزيز الجاهزية التشغيلية، وتكثيف الأعمال الميدانية، بما يسهم في سلامة الحشود، وانسيابية الحركة، ونظافة المرافق العامة، واستدامة الخدمات، في منظومة متكاملة تعكس مستوى التنسيق العالي بين مختلف الجهات ذات العلاقة.
وفي إطار تحسين المشهد الحضري ورفع جودة الحياة، أطلقت أمانة العاصمة المقدسة حملة ميدانية رقابية وتنظيمية تحت مسمى «مكة تصحح»، استهدفت مراقبة الأنشطة المختلفة ومعالجة المخالفات البلدية، وتنظيم بيئات العمل في الورش والمستودعات والأسواق، بما يسهم في خلق بيئة حضرية منظمة وآمنة داخل مكة المكرمة.
وتركزت أهداف حملة «مكة تصحح» على رفع مستوى الامتثال بالأنظمة البلدية، وتحسين المشهد الحضري، وتعزيز السلامة العامة، وتهيئة بيئة عمل آمنة ومنسّقة، بما ينعكس بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان والزوار، ويدعم التزام المنشآت التجارية بالمعايير المعتمدة.
وقد أسفرت هذه الجهود الميدانية عن تنفيذ أكثر من 10 آلاف إجراء ميداني ورقابي، شملت إغلاق عدد كبير من الورش والمستودعات المخالفة، ومعالجة مظاهر الخلل التنظيمي والتشوهات البصرية، في خطوة تعكس جدية الأمانة في تطبيق الأنظمة وتحقيق بيئة حضرية متوازنة.
كما حققت الأمانة تقدمًا ملحوظًا في تحسين المشهد البصري للعاصمة المقدسة، من خلال معالجة التشوهات البصرية، وتنظيم الفضاءات العامة، وتطوير الطرق والساحات، وتحسين عناصر الإضاءة والتشجير، بما يعكس الصورة الحضارية لمكة المكرمة ويواكب مكانتها الدينية والإنسانية، ويعزز حضورها كمدينة عالمية.
وامتدادًا لنهج الوقاية وحماية الأرواح، نفذت أمانة العاصمة المقدسة حملة واسعة لرصد وإزالة المباني الآيلة للسقوط والتعديات داخل مكة المكرمة، وذلك حمايةً للسكان والزوار، وتحسينًا للمشهد الحضري، ومواجهةً للمخاطر الإنشائية، حيث تم إزالة ما يقارب 19 ألف مبنى آيل للسقوط وتعديات، في إجراء يعكس حجم العمل الميداني وأولويته القصوى للسلامة العامة.
ويأتي هذا الحراك التنموي ثمرة لعمل تراكمي تقوده رؤية واضحة، وثقة بالكفاءات الوطنية، وتمكين للفرق، وإيمان بأن التغيير الإيجابي يُصنع بالتكامل والشراكة، وبالعمل الميداني المستمر، وبالاستماع والتطوير لا بالاجتهادات الفردية أو الحلول المؤقتة.
وفي هذا الإطار، يبرز الدور القيادي لمعالي أمين العاصمة المقدسة الأستاذ مساعد بن عبدالعزيز الداود، الذي يقود الأمانة برؤية طموحة، واستشعار عميق لقدسية المكان، وحرص على أن تكون مكة المكرمة نموذجًا للمدينة المتكاملة، التي تجمع بين كفاءة الخدمات، وجمال المشهد، وعمق الرسالة. كما يُثمَّن عاليًا الجهد الكبير الذي تبذله فرق وموظفو أمانة العاصمة المقدسة، خاصة العاملين في الميدان، الذين يؤدون أعمالهم بإخلاص وتفانٍ لخدمة الإنسان والمكان.
إن ما تقوم به أمانة العاصمة المقدسة اليوم هو تجسيد لمسؤولية وطنية ودينية عظيمة، تسعى من خلالها إلى خدمة مكة المكرمة بما يليق بمكانتها، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، وتقديم نموذج حضاري مستدام يخدم ضيوف الرحمن وسكان العاصمة المقدسة، ويترك أثرًا إيجابيًا حاضرًا ومستقبليًا.




