علي القرني يجري حوارًا مع مدير عام هيئة تنشيط السياحة لتسليط الضوء على قطاع السياحة الأردنية

أجرى الأستاذ علي القرني، رئيس تحرير صحيفة “مباشر نيوز” حوارًا هامًا مع الدكتور عبدالرزاق عربيات، مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية، للحديث عن السياحة الأردنية والترويج لها، على المستويين المحلي والدولي، وتسليط الضوء على أبرز الاستراتيجيات المهتمدة لاستقطاب أسواق سياحية جديدة غير تقليدية.. وإلى نص الحوار.

س: ما هي أبرز التحديات التي تواجه الترويج للسياحة في الأردن حالياً؟ وكيف تتعامل الهيئة معها على المستويين المحلي والدولي؟

ج:
تواجه السياحة في الأردن مجموعة من التحديات، أبرزها المنافسة الحادة إقليمياً وعالمياً، حيث أصبحت دول كثيرة تستثمر بشكل كبير في الترويج لمقوماتها السياحية، وهو ما يحتم علينا ابتكار أدوات تسويقية أكثر فاعلية وجاذبية. إضافة لذلك، فإن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تُلقي بظلالها أحياناً على صورة المنطقة برمتها في أذهان السياح، رغم أن الأردن يتمتع بدرجة عالية من الأمن والاستقرار.

ولا يمكن إغفال أثر جائحة كورونا الذي ما زالت تداعياته تلقي بظلالها على أنماط السفر، حيث تغيّرت سلوكيات وتوقعات السياح، مع ارتفاع في الطلب على السياحة البيئية والمستدامة والتجارب الأصيلة.

محلياً، نعمل على تعزيز دور المجتمعات المحلية في النشاط السياحي عبر التوعية بأهمية القطاع، وتطوير البنية التحتية الداعمة له، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع سياحية نوعية. كما نعمل على تنويع المنتجات السياحية بما يتناسب مع تطلعات مختلف الفئات.

أما دولياً، فننتهج سياسة تسويق رقمي مدروسة تعتمد على البيانات والتحليل، ونكثف حضورنا في المعارض السياحية الدولية الكبرى، ونعزز شراكاتنا مع الإعلام العالمي والمؤثرين الرقميين للترويج لصورة الأردن كوجهة سياحية متنوعة وآمنة وفريدة.

س: ما مدى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص في دعم جهود الترويج السياحي؟

ج:
الشراكة مع القطاع الخاص ليست خياراً تكتيكياً، بل هي عنصر استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه. من خلال التنسيق الفعال مع شركات الطيران، والفنادق، ومنظمي الرحلات، نستطيع أن نخلق منظومة متكاملة تُسهل على السائح الوصول للأردن، وتُعزز من جودة تجربته السياحية.

فشركات الطيران، على سبيل المثال، تُمثل بوابة العبور إلى الأردن، ونعمل معها على فتح خطوط طيران مباشرة، وتقديم عروض جذابة للأسواق المستهدفة. أما الفنادق ومنظمو الرحلات، فهم عنصر أساسي في تقديم برامج وباقات سياحية متكاملة تلبّي احتياجات السياح من مختلف الجنسيات والأعمار.

نعمل مع شركائنا أيضاً على إطلاق حملات ترويجية مشتركة، وربط المنتجات السياحية الأردنية بجهات توزيع عالمية، مما يُعزز من قدرة الأردن على المنافسة في الأسواق العالمية.

س: ما هي أبرز الاستراتيجيات المعتمدة حالياً لاستقطاب أسواق سياحية جديدة وغير تقليدية؟

ج:
في إطار سعي الهيئة لتنويع مصادر الدخل السياحي وعدم الاعتماد فقط على الأسواق التقليدية، نعتمد على استراتيجيات مبتكرة لاستقطاب أسواق جديدة مثل دول شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا الشرقية، بالإضافة إلى تعميق الحضور في أسواق دول الخليج العربي.

أهم هذه الاستراتيجيات تتضمن:

• تعزيز التعاون مع شركات الطيران منخفضة التكاليف لفتح خطوط جوية جديدة تيسر الوصول إلى الأردن.

• الترويج لأنماط سياحية متخصصة مثل المغامرات، والسياحة الدينية، والاستشفائية، والعائلية، والترفيهية، وهي منتجات تحظى باهتمام متزايد في الأسواق الناشئة.

• التعاون مع مؤثرين رقميين في هذه الأسواق لإنتاج محتوى بصري تفاعلي بلغات محلية، يُبرز التجربة الأردنية بطرق عصرية ومحببة.

• المشاركة في معارض سياحية دولية مختصة بهذه المناطق، لتعزيز شبكات التوزيع وبناء علاقات مع صناع القرار السياحي فيها.

• تطوير تجارب سياحية محلية فريدة تستجيب لتطلعات السياح في هذه الأسواق، خاصة من حيث الأصالة والتنوع والثقافة المحلية.