معرض أبوظبي الدولي للكتاب يستقطب 400 ألف زائر في دورته الـ34
حقق معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية في مركز أدنيك تحت شعار “مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع”، نجاحاً كبيراً، حيث استقطبت دورته الـ34 نحو 400,000 زائر اطلعوا على أكثر من نصف مليون عنوان معرفي.
ولأول مرة في تاريخه، امتدت فعاليات المعرض لـ10 أيام، ما يعكس مواكبته لأفضل ممارسات الفعاليات الثقافية العالمية. وتم الإعلان عن إندونيسيا كدولة ضيف الشرف لدورة 2026.
وشارك في المعرض هذا العام 1400 عارض من 96 دولة، تحدثوا بأكثر من 60 لغة. كما سجل المعرض ارتفاعاً بنسبة 65% في المبيعات مقارنة بالعام الماضي، مؤكداً دوره في دعم صناعة النشر وتعزيز ثقافة القراءة.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إن المعرض جسّد رؤية ثقافية شاملة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مؤكداً أن اللغة العربية تبقى حجر الزاوية في صياغة الهوية وبناء المستقبل.
وتنوعت فعاليات المعرض بين الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الشعرية، والبرامج الفنية والمهنية. وشارك في البرنامج الثقافي أكثر من 450 متحدثاً من كبار المفكرين والكتّاب والفنانين، من بينهم ناظم الزهاوي، ديباك شوبرا، كون إيجلدن، حسين فهمي، مينا مسعود، وعزة فهمي.
وشهدت المبادرات المجتمعية مشاركة واسعة، مثل مبادرة “على درب العلم” التي استهدفت الطلبة، و”المؤلف الناشر” و”100 قصة من مجتمعنا” التي ركزت على دعم الإبداع المحلي. وبلغ عدد الطلبة المشاركين مباشرة 3562 طالباً، ووصل عدد المستفيدين من الفعاليات إلى أكثر من 18,000 طالب.
كما تميز ركن “شارع المتنبي” باستحضار رمزية الشارع الثقافي البغدادي، وضم أكثر من 2000 كتاب وصحف قديمة. وتم أيضاً إطلاق الدورة الأولى من “تكريم رواد النشر العربي”، حيث تم تكريم 6 دور نشر عريقة.
ومن أبرز البرامج الخاصة، برنامج “ضيف الشرف” الذي سلّط الضوء على الثقافة الكاريبية، إلى جانب برنامج الشخصية المحورية “ابن سينا”، و”كتاب العالم” الذي خصص هذا العام لـ”ألف ليلة وليلة”. كما شهدت أمسيات “مجلس ليالي الشعر” مشاركة أكثر من 60 شاعراً، بينما قدم برنامج “أطباق وثقافات” 48 جلسة طهي بمشاركة 24 طاهياً، من بينهم 12 إماراتياً.
وعلى صعيد المحتوى الرقمي، استضاف برنامج “بودكاست من أبوظبي” 71 صانع محتوى صوتي، وقدم المعرض 5 مشاريع رقمية ضمن “المربع الرقمي”. وناقش مؤتمر “رقمنة الإبداع” مستقبل النشر والتحول الرقمي بمشاركة جهات دولية مرموقة.
وشاركت 87 جهة حكومية في تنظيم الفعاليات، من أبرزها وزارة الثقافة، ومؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومجلس الإمارات للإعلام. كما أطلق المعرض 35 كتاباً جديداً من إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية.
وشهد ركن “ظلال الغاف” وركن التوقيعات أكثر من 180 حفل توقيع، ما وفّر منصة مباشرة للتفاعل بين الكتّاب والجمهور.
وعلى مستوى الإعلام الرقمي، بلغ عدد المواد الإعلامية التي تناولت المعرض أكثر من 5790 مادة في 51 دولة، فيما ارتفع عدد المتابعين بنسبة 78%، وزادت المشاهدات بنسبة 47% لتصل إلى 117 مليون مشاهدة، مع ارتفاع التفاعل إلى 5.4 مليون.
بهذا، يواصل معرض أبوظبي الدولي للكتاب ترسيخ مكانته كأحد أبرز الأحداث الثقافية عربياً وعالمياً، جامعاً بين التقاليد المعرفية والرؤى المستقبلية.
