آمال الأمين: الرياضة عنصر أساسي لحماية صحة الحوامل ومرضى السكري
لم تعد ممارسة الرياضة اليوم مجرد نشاط لتحسين اللياقة أو المظهر، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من أسس الوقاية الصحية ودعم الجسم في المراحل والحالات الحساسة، وعلى رأسها الحمل ومرض السكري. وفي هذا السياق، تؤكد المدربة الشخصية آمال الأمين، المختصة في الطب الرياضي وتأهيل الحالات المرضية، أن التمارين الرياضية الموجّهة تلعب دورًا محوريًا في تحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر، متى ما مورست بوعي وتحت إشراف مختص.
وتوضح آمال الأمين أن الجسم البشري صُمّم للحركة، وأن غياب النشاط البدني، خاصة لدى الحوامل ومرضى السكري، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية يمكن الوقاية منها من خلال برامج تدريبية مدروسة وآمنة.
الرياضة للحوامل: دعم جسدي واستقرار صحي
تشير آمال الأمين إلى أن الحمل مرحلة طبيعية لكنها مليئة بالتغيرات الجسدية والهرمونية، ما يجعل الحركة المدروسة ضرورية وليست خطرة كما يعتقد البعض. فالتمارين المناسبة تساعد على:
• تحسين الدورة الدموية وتقليل الشعور بالإرهاق
• تخفيف آلام الظهر والمفاصل الناتجة عن تغير مركز الثقل
• التحكم في الزيادة المفرطة في الوزن
• تقوية العضلات الداعمة للجسم، خاصة عضلات الحوض والبطن
• تهيئة الجسم لولادة أسهل وتسريع التعافي بعد الولادة
وتؤكد أن التمارين المخصصة للحوامل لا تعتمد على الشدة، بل على السلامة، والانتظام، ومراعاة كل مرحلة من مراحل الحمل، مع تجنب أي ضغط قد يؤثر على الأم أو الجنين.
الرياضة ومرضى السكري: تنظيم أفضل وحياة أكثر توازنًا
أما بالنسبة لمرضى السكري، فتوضح آمال الأمين أن الرياضة تُعد من أهم الوسائل الطبيعية للمساعدة في ضبط مستوى السكر في الدم، حيث تساعد العضلات أثناء الحركة على استهلاك السكر كمصدر للطاقة، مما ينعكس إيجابًا على استقرار الحالة الصحية.
كما تسهم التمارين المنتظمة في:
• تحسين استجابة الجسم للأنسولين
• تقليل مقاومة الأنسولين
• دعم صحة القلب والأوعية الدموية
• المساعدة في التحكم بالوزن
• تقليل فرص الإصابة بمضاعفات السكري على المدى البعيد
وتؤكد آمال الأمين أن دمج التمارين الهوائية مع تمارين القوة الخفيفة، وفق برنامج مناسب لكل حالة، يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة مريض السكري اليومية.
الجانب النفسي… تأثير لا يقل أهمية
وتشير آمال الأمين إلى أن الرياضة لا تؤثر فقط على الجسد، بل تلعب دورًا مهمًا في تحسين الحالة النفسية، سواء لدى الحوامل أو مرضى السكري، من خلال تقليل التوتر، وتحسين المزاج، وزيادة الشعور بالثقة والسيطرة على الحالة الصحية، وهو ما ينعكس إيجابًا على الالتزام بنمط حياة صحي ومستمر.
التمرين الآمن يبدأ بالوعي
وتشدد آمال الأمين على أن الفائدة الحقيقية للرياضة تكمن في ممارستها بالشكل الصحيح، حيث تنصح بضرورة اختيار تمارين تناسب الحالة الصحية لكل شخص، والالتزام بالاعتدال، وعدم الاعتماد على التجربة العشوائية أو التقليد، مع أهمية استشارة مختص والمتابعة المستمرة لضمان السلامة وتحقيق النتائج المرجوة.
خلاصة
الرياضة، عندما تُمارس بوعي وتحت إشراف مختص، تتحول من مجهود بدني إلى أداة دعم صحي حقيقية. وهي وسيلة فعّالة تمنح الحامل الطمأنينة، وتساعد مريض السكري على التحكم في حالته، وتؤكد أن الحركة المدروسة هي أساس الصحة المتوازنة.
