توقف عن إصدار الأحكام وكن نفسك بلا أقنعة
الإعلامي والصحفي: محمد آل ضعين
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
سوء الظن يرهق القلوب
في خضم الحياة وسرعة إيقاعها، بات إطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين سلوكًا شائعًا حتى دون معرفة كافية بهم. كم من شخص بدا لنا في الانطباع الأول بصورة سلبية، ثم اكتشفنا لاحقًا أنه يحمل قلبًا نقيًا وقيمًا عظيمة!
الأحكام المتسرعة لا تظلم الآخرين فقط، بل تتعبنا نحن قبلهم. إنها تزرع أفكارًا سلبية، تسرق راحة البال، وتثقل علاقاتنا الإنسانية بالشكوك. ولهذا فإن حسن الظن ليس رفاهية اجتماعية، بل حاجة نفسية تبقي أرواحنا صافية بعيدًا عن صخب الظنون.
لكل إنسان قصة لا نعرفها
قد لا ندرك ما يمر به الآخرون من ظروف وتجارب تشكل ردود أفعالهم وتصرفاتهم. ما نراه ليس الحقيقة الكاملة، بل مجرد جزء صغير من لوحة حياتهم الكبيرة. الأجمل أن نتروى، ونمنح أنفسنا فرصة لمعرفة الآخرين قبل أن نحكم عليهم من زاويتنا الضيقة.
كن أنت بلا أقنعة
وفي الوقت الذي نتعلم فيه تقبل الآخرين كما هم، يجب ألا ننسى أنفسنا. لسنا مطالبين بأن نكون نسخًا مكررة من أحد، ولا أن نرهق ذواتنا بمحاولة إرضاء الجميع. نعم، نطور مهاراتنا ونصقل شخصياتنا، لكن دون أن نفقد جوهرنا وصدقنا الإنساني. جمالنا الحقيقي أن نكون نحن كما نحن، بلا أقنعة ولا تصنع.
صفاء القلوب سر العلاقات الناجحة
الحياة تصبح أجمل حين نحسن الظن، ونحمل قلوبًا نقية، ونمنح الآخرين فرصة أن يكونوا كما هم. فالعلاقات الإنسانية تنمو في أرض خصبة بالثقة والصدق، لا في بيئة قاحلة تسيطر عليها الظنون والأحكام المسبقة.