فن وثقافة

مؤسسة الفن النقي بالرياض تعلن إقامة معرض «بر وبحر» للفنانة هلا آل خليفة”

أعلنت مؤسسة الفن النقي في الرياض عن إقامة معرض «بر وبحر» للفنانة هلا آل خليفة، وذلك مساء يوم الأربعاء ٨ أكتوبر ٢٠٢٥، على أن يستمر حتى ٦ نوفمبر ٢٠٢٥.

«بر وبحر» هو معرض يستكشف الحوار العميق والمنسي في كثير من الأحيان بين الصحراء والبحر، لا بوصفهما قوى متعارضة، بل كمناظر طبيعية مترابطة شكّلت التجربة الإنسانية عبر العصور. هنا، في قلب الرياض، مدينة نشأت من حضن الصحراء، نوجّه أنظارنا نحو الخليج العربي، معترفين بجاذبيته المستمرة وبالعلاقة المعقدة التي نسجناها بين هذين العنصرين.

على مدى آلاف السنين، جابت البشرية هذين العالمين المختلفين ظاهرياً. نحن كائنات دائمة الحركة، تحركنا غريزة البقاء وفضول فطري. من الهجرات الأولى عبر الصحاري إلى الرحلات التي رسمت خريطة العالم، كانت الصحراء والبحر في آن واحد حواجز وعوامل ربط أساسية. شكّلت هذه البيئات مسرحاً للتاريخ الإنساني، وترك كل منهما بصماته العميقة على ثقافاتنا ومعتقداتنا وصورتنا الذاتية.

الصحراء، بامتدادها واتساعها الذي يبدو خالياً، تمثل الصلابة، والتأمل، وقوة الروح المتجذرة. جمالها الجاف يجبرنا على مواجهة حدودنا، ويعلمنا تذوق الفروق الدقيقة في الضوء والظل، والملمس، والصمت. هي أرض تفرض علينا احتراماً، وتعزز ارتباطاً عميقاً بالأرض وبإيقاع الطبيعة.

في المقابل، يجسد البحر السيولة، والحركة، والوعد الدائم بالمجهول. أفقه اللامحدود جذب المغامرين والحالمين، فكان محفزاً للابتكار في الملاحة، ومصدراً لإحساس بالترابط بين القارات. صوت الأمواج المستمر يرمز للتغير، وللتدفق الدائم للحياة، ولزمن لا يتوقف.

يجمع هذا المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية للفنانة هلا آل خليفة، من لوحات ورسومات وفيلم وعمل تركيبي، تسلط الضوء على المعاني المادية والرمزية لكل من الصحراء والبحر. تعكس بعض الأعمال الجمال الخام لهذه البيئات، وتفاصيلها المذهلة ومقاييسها المهيبة، بينما تغوص أعمال أخرى في القصص الإنسانية المرتبطة بها، كحكايات الهجرة والتجارة والاكتشاف والسعي المستمر للانتماء.

نرى الصحراء كلوحة حُفرت عليها روايات قديمة، تقابلها خرائط بحرية أرشدت الملاحين عبر المحيطات. نجد في الماء رمزاً مزدوجاً، كمورد ثمين في الأرض القاحلة، وكشريان حياة للمجتمعات الساحلية. يبحث المعرض في كيف ساهمت هذه البيئات في تشكيل فهمنا للزمن والمكان، ومفاهيمنا حول الوطن والرحلة، وعلاقتنا مع الطبيعة.

كما يكشف المعرض عن التداخل المعقد بين الصحراء والبحر في سياق التنقل البشري. العديد من الثقافات تحمل بصمات كليهما، وتشكلت هوياتها من خلال التفاعل مع البيئتين. تأملوا طرق التجارة القديمة التي اجتازت الصحاري للوصول إلى الموانئ الساحلية، أو المجتمعات البدوية التي تنقلت بين اليابسة والبحر. يسعى هذا المعرض إلى تسليط الضوء على هذه الحكايات المتداخلة، وعلى براعة الإنسان في التكيف مع تضاريس متعددة.

يدعو معرض «بر وبحر» إلى تأمل قصتنا البشرية المشتركة. لسنا فقط أبناء الصحراء أو البحر، بل ورثة لكليهما. جذورنا تنمو في تربة الصحاري التي احتضنت بدايات الحضارات، بينما تطلعاتنا كانت دوماً مشدودة نحو امتداد المحيطات. من خلال استكشاف هذا التفاعل الديناميكي، يشجعنا المعرض على التفكير في أصولنا ورحلاتنا، وفي القوة الدائمة لهذين العنصرين في تشكيل من نحن وإلى أين نحن ذاهبون. إنه شهادة على مرونة الروح البشرية، وقدرتنا على التكيف، والحوار المتواصل بين الأرض التي نسير عليها والمياه التي تربطنا جميعاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى