أوزبكستان تكشف عن “كرنفال ثقافي عالمي” مع استعداد سمرقند لاستضافة المؤتمر العام التاريخي لليونسكو

كشفت أوزبكستان عن برنامج ضخم من الفعاليات الثقافية والفنية تحت عنوان “رحلة ثقافية ساحرة” استعدادًا لاستضافة المؤتمر العام لليونسكو في مدينة سمرقند، وذلك خلال الفترة من 26 أكتوبر إلى 14 نوفمبر.
ويهدف البرنامج إلى إتاحة تجربة ثقافية فريدة لما يقارب 5 آلاف مشارك من 194 دولة، بينهم رؤساء دول ووزراء وشخصيات دولية مرموقة، إضافة إلى الإعلاميين والزوار. وتدعم منظمة اليونسكو – وهي الوكالة الأممية المعنية بنشر السلام والتعاون الدولي عبر التعليم والعلوم والثقافة – عددًا من هذه الفعاليات.
وللمرة الأولى منذ أربعين عامًا، يُعقد المؤتمر العام لليونسكو خارج باريس، حيث ستستضيف سمرقند هذه الدورة التاريخية، في حين ستبقى فرنسا حاضرة من خلال عروض موسيقية كبرى، أبرزها حفل للموسيقي الفرنسي العالمي جان ميشيل جار، سفير اليونسكو للنوايا الحسنة، في ميدان ريجستان الشهير في الأول من نوفمبر، وهو الموقع نفسه الذي شهد مؤخرًا حفلاً للتينور الإيطالي أندريا بوتشيلي.
كما يتضمن البرنامج حفلات موسيقية للفنانة هيلين ميرسييه وعازف الكمان الروسي فلاديمير سبيفاكوف في 29 أكتوبر، إلى جانب حفل آخر للفنان الألماني يوناس كوفمان بعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
وسيكون ماراثون سمرقند في التاسع من نوفمبر من أبرز الفعاليات الرياضية، حيث سيجوب العداؤون شوارع المدينة التاريخية، فيما سيُحتفل بالذكرى العشرين لإطلاق مشروع سفينة التسامح في 26 أكتوبر من خلال عرض موسيقي يشارك فيه المئات من الأطفال والشباب.
كما ستشهد سمرقند افتتاح متحف طريق الحرير العظيم، إلى جانب تنظيم حفل توزيع جائزة البيروني في السادس من نوفمبر، وهي جائزة دولية مرموقة أنشأتها اليونسكو وحكومة أوزبكستان لتكريم المساهمات البارزة في التطوير الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحمل اسم العالم الأوزبكي أبو الريحان البيروني.
وقالت غاينة أوميروفا، رئيسة مؤسسة تنمية الفن والثقافة الأوزبكية ورئيسة اللجنة الوطنية الأوزبكية لشؤون اليونسكو:
“لطالما كانت سمرقند ملتقى للثقافات ومركزًا للأفكار المبدعة. ونحن فخورون بأن نشارك العالم تراثنا العريق ورؤيتنا للمستقبل من خلال هذا الحدث التاريخي”.
وأضافت أن المؤتمر يمثل “لحظة للحوار والاكتشاف، وفرصة لبناء شراكات جديدة من أجل عالم أكثر شمولاً وإبداعًا”.
ويأتي اختيار سمرقند – وهي إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم وموقع تراث عالمي لليونسكو – ليجسد رمزية خاصة، إذ كانت على مر القرون مركزًا للتبادل الثقافي والمعرفي على طريق الحرير.
وتعكس فعاليات المؤتمر رؤية أوزبكستان للثقافة بوصفها محركًا للتنمية المستدامة والابتكار، إذ يتضمن البرنامج جلسات حوارية حول قضايا المساواة وتمكين المرأة، إلى جانب مبادرات لإعادة ترميم مواقع تاريخية كمدرسة “شير دور” في سمرقند وضريح “خليف إرجَب” في قرقلباكستان باستخدام تقنيات حديثة كالمسح ثلاثي الأبعاد




