فن وثقافة

المستشار الإعلامي علي القرني قوة التأثير في الإعلام الرقمي وكيف يصنع الفارق

أكد المستشار الإعلامي وخبير الإعلام الرقمي علي عايض القرني أن التأثير في الإعلام الحديث لم يعد يُقاس بعدد المتابعين أو كثافة النشر، بل بمدى قدرة الرسالة على الوصول العميق وصناعة الانطباع وتوجيه الرأي العام، مشيراً إلى أن الإعلام الرقمي أصبح اليوم الساحة الرئيسية لصناعة التأثير للمؤسسات والأفراد على حد سواء.

وأوضح القرني أن الإعلام لم يعد مجرد نقل للمعلومات، بل تحول إلى هندسة دقيقة للرسائل وصناعة للصورة الذهنية وإدارة ذكية للتواصل مع الجمهور، وهو ما يجعل دور المستشار الإعلامي أكثر أهمية وحساسية في توجيه الخطاب الإعلامي بطريقة تحقق حضورًا فعّالًا.

وبيّن أن التأثير الحقيقي يبدأ بفهم الجمهور قبل كتابة المحتوى، فالجمهور لا يبحث عن النصوص الكثيرة بقدر ما يبحث عن الرسالة التي تعكس اهتماماته وتجيب على تساؤلاته، مؤكداً أن المحتوى الذي يشعر المتلقي بأنه موجه له بشكل شخصي يحقق أثرًا أكبر من أي حملة ترويجية.

وأضاف علي عايض القرني أن التوقيت اليوم أصبح أحد أهم عناصر نجاح الرسالة الإعلامية، فالنشر في اللحظة المناسبة يضاعف قوة التأثير، بينما اختيار توقيت غير مناسب قد يفقد الرسالة قيمتها مهما كانت قوية أو مدروسة.

وأشار إلى أن الأزمات الإعلامية تعد الاختبار الأبرز لقدرات المستشار الإعلامي، فهي لحظات تحتاج إلى سرعة في التحرك ودقة في الصياغة وحسن توجيه للمشهد، إذ يمكن لبيان واحد مكتوب باحترافية أن يحمي المؤسسة من خسائر كبيرة في السمعة ويعيد الثقة لدى الجمهور.

وشدد القرني على أن المحتوى الموثوق أصبح اليوم أكثر تأثيرًا من الإعلان، وأن الجمهور بات أكثر وعيًا ولا ينجذب إلا للمعلومة الصادقة والتحليل العميق، مما يرفع من قيمة المستشار الإعلامي القادر على صناعة محتوى حقيقي يرسخ حضور المؤسسة أو الشخص في عقول المتلقين.

واختتم القرني حديثه بالتأكيد على أن المستقبل الإعلامي سيكون لمن يمتلك القدرة على صنع تأثير مستمر، لا مجرد حضور عابر، وأن دور المستشار الإعلامي أصبح اليوم محورياً في تشكيل الصورة الذهنية وبناء الثقة وتعزيز الحضور الرقمي في عالم تتغير فيه الاتجاهات كل دقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى