الأمير تركي بن طلال… نهج قيادة يضع المواطن أولًا

بقلم فهد السمحان
شهدت مواقع التواصل خلال الأيام الماضية تداول مقطع يظهر فيه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير وهو يوجّه أحد المسؤولين بلهجة واضحة عقب شكوى مواطن، في موقف يجسّد منهجًا إداريًا يرتكز على أن خدمة المواطن واجب لا يقبل التأجيل، وأن المنصب قيمة لا تكتمل إلا بالإنجاز.هذا الأسلوب ليس جديدًا على الدولة السعودية، فمنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، كانت علاقة القيادة بالمواطن مباشرة وواضحة، أساسها العدالة والإنصات وحفظ الحقوق.فالملك المؤسس كان يجلس بين الناس ويستمع إلى شكواهم بنفسه، مؤكدًا أن قوة الدولة تُبنى بثقة المواطنين فيها.وتواصل النهج ذاته في عهود الملوك من بعده، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي عبّر عن سياسة الدولة بعبارته الشهيرة: “أبوابنا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة وآذاننا مفتوحة”، في تأكيد واضح أن التواصل مع الناس ليس مجاملة بل مبدأ راسخ في إدارة الدولة.وفي هذا الامتداد، يبرز دور أمراء المناطق الذين يمثلون صلة الوصل اليومية بين القيادة والمجتمع، ويأتي الأمير تركي بن طلال نموذجًا لمسؤول يرى أن العمل الميداني والمحاسبة والإنجاز هي معايير التقييم الحقيقية، وأن المواطن هو نقطة البداية في كل مشروع وتوجيه وقرار.وما أظهره المقطع المتداول لم يكن حدثًا استثنائيًا، بل امتدادًا لما عليه ولاة الأمر منذ عهد المؤسس وحتى اليوم، نهج ثابت يؤكد أن المملكة ماضية في طريق واضح: خدمة الإنسان أولًا، صون حقوقه، محاسبة المقصر، وتقدير من يعمل بإخلاص.وفي عسير تحديدًا، يثبت الأمير تركي بن طلال أن القيادة ليست حضورًا إداريًا فحسب، بل موقف شجاع ومسؤولية حيّة تُترجم في لحظتها، فقد اختار منذ يومه الأول أن يكون قريبًا من الناس، حاضرًا في الميدان، واضحًا في توجيهه، وحاسمًا في محاسبته. ومع كل مشهد يقدمه يؤكد أن عسير ليست مجرد منطقة، بل نموذج لأسلوب يجعل المواطن في مقدمة الاهتمام، ويجعل المنصب قيمة تُصان بالعمل والعدل والإنجاز.وختامًا، فإن ما نراه اليوم في عسير من حضور ميداني ومواقف حازمة وعمل مستمر هو امتداد لجهود كبيرة تُبذل بتوجيهات القيادة، ورؤية مباركة يقودها عرّاب التحول وملهم النهضة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. رؤية وضعت الإنسان في قلب التنمية، ورسخت مبدأ أن خدمة المواطن مسؤولية يومية لا تُؤجل، وأن كل منطقة في المملكة تمضي بثبات نحو مستقبل مشرّف بقيادة واعية تعمل وتنجز وتُرسخ قيم العدالة وجودة الحياة لهذا الوطن العظيم.




