منوعات

من الدوحة إلى إسطنبول: مبادرة “بالعربي” التابعة لمؤسسة قطر ترسخ حضورها الإقليمي في مؤتمر “الشرق الشبابي الدولي التاسع 2025”

شاركت مبادرة “بالعربي”، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، في مؤتمر “الشرق الشبابي الدولي التاسع 2025″، مواصلةً مسار التعاون البنّاء مع منتدى الشرق، وتمثّل هذه المشاركة امتدادًا لرسالة المبادرة، وانتقالًا بها من دولة قطر إلى فضاءٍ إقليمي أرحب، حيث تواصل ترسيخ مكانتها جسرًا يصل بين الناس والأفكار العربية، ويُضفي على الابتكار بُعدًا ثقافيًا أصيلًا.
عُقد المؤتمر في مدينة إسطنبول يومي 12 و13 ديسمبر 2025 تحت شعار: “تشكيل الشرق: من الرؤية إلى التأثير”. وتأتي مشاركة مبادرة “بالعربي” بوصفها المحطة الإقليمية الثانية لها بعد مشاركتها في منتدى “مسك” العالمي بالمملكة العربية السعودية خلال الشهر الماضي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور سعيد إسماعيل، أستاذ علم الجينوم بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: “شاركنا في المؤتمر بهدف تكثيف أثر “بالعربي” والتعريف بالمبادرة ضمن صفوف الشباب العربي المبدع، الذي حضر بقوة في هذه الفعالية، وكانت الجلسات التي قدمناها بمثابة دعوة للشباب للتفكير في حلول داخلية للمشاكل التي تعترض مجتمعاتنا، ليغدو حضورُنا خطوةً أخرى نحو تمكين الشباب بلغتهم وإبداعهم”.
حوارات تضيء الفكر
توزّعت مشاركة مبادرة “بالعربي” في المؤتمر على جلستين رئيسيتين لإثراء الحوار الفكري. عُقدت الجلسة الأولى تحت عنوان: “مستقبل الشرق في جذوره”، وأدارها هشام نورين، المدير التنفيذي للمبادرات والبرامج الاستراتيجية في مؤسسة قطر، بمشاركة الدكتور سعيد إسماعيل، أستاذ علم الجينوم بجامعة حمد بن خليفة، ومحمد علي بحري، منسق اللغة العربية بجامعة حمد بن خليفة.
ركّزت الجلسة على قراءة الشرق من خلال جذوره الحضارية والثقافية، وعلى الابتكار الذي تدعو إليه المبادرة بوصفه امتدادًا لتاريخ الشرق العريق. وتناولت محاور الجلسة اللغةَ العربيةَ كوعاء للعلوم، والأدبَ والفنونَ كصوتٍ يعكس نبض المجتمعات، و”بيت الحكمة” رمزًا لتلاقي الثقافات، علاوةً على الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات، ومنها مؤسسة قطر، بوصفها امتدادًا لذلك الإرث. وأكّدت الجلسة على أن الثقافة والابتكار يشكّلان بوصلة الشرق نحو استعادة دوره التاريخي، وقدرته على المساهمة في الإبداع العالمي من خلال الجمع بين الأصالة والمعاصرة.

أما الجلسة الثانية، فكانت طاولة مستديرة جمعت فريق “بالعربي” بمتحدثين وشركاء استراتيجيين، تحت عنوان “الشرق بين العولمة والخصوصية الثقافية”، وناقشت سؤالًا محوريًا: هل يستطيع الشرق إعادة تشكيل ذاته دون التنازل عن هويته؟ وشهدت الجلسة زخمًا كبيرًا، وحضرها عدد كبير من الشباب من مختلف أنحاء العالم العربي.
وتطرّقت الجلسة إلى تحدّيات العولمة ومسائل الهوية، واستعرضت سُبل بناء نماذج تنمويّة وإبداعيّة تنطلق من الجذور لا من القوالب المستوردة. وشملت محاور الجلسة الابتكار المتجذّر محليًا، واللغة العربية أداةً للتمكين الاجتماعي وتحديات الاقتصاد الرقمي، والهوية قوةً فاعلةً في المنافسة العالمية، والثقافة الشعبية رافعةً للتجديد.
ورسخت الجلسة رسالة مفادها أن الشرق قادر على ريادة موجة جديدة من الإبداع حين ينطلق من أفكاره المحليّة، وأن الشباب هم الأقدر على جسر الهوّة بين الفكرة المحلية وصداها العالمي عبر مبادرات مثل “بالعربي”.
تواصل مبادرة “بالعربي” استقبال ترشيحات المتحدّثين وطلبات التسجيل والشراكة في ملتقى “بالعربي” 2026، عبر موقعها الإلكتروني: https://bilaraby.qa/ar.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى