المحلية

منظومة المياه في الباحة: واقع متجدد وخطط للتوسع في الإنتاج

تواصل منظومة المياه في منطقة الباحة تعزيز حضورها كمحرّك رئيسي للتنمية المستدامة، عبر مشروعين متوقع تدشينهما، بما يفتح آفاقًا أوسع للنمو بالقدرات الإنتاجية والخزنية، ويستهدف رفع كفاءة الإمدادات وتوسيع نطاق الخدمة لتلبية الطلب المتزايد في المحافظات والقرى والمراكز التابعة لها، بما يضمن تلبية احتياجات الحاضر واستشراف متطلبات المستقبل.

فالمنطقة، بما تتميز به من تضاريس جبلية وتنوع مناخي، تشهد نموًا عمرانيًا متسارعًا وتوسعًا سكانيًا يتطلب حلولًا نوعية لضمان استدامة الموارد المائية. فبعد أن كان إنتاجها لا يتجاوز 70 ألف متر مكعب يوميًا، تقف المنطقة اليوم على عتبة 208.5 آلاف متر مكعب يوميًا.

وتتوزع هذه القدرات بين 80 ألف متر مكعب يوميًا من منظومة إنتاج المياه المحلاة بالشعيبة، و128.5 ألف متر مكعب يوميًا من محطات تحلية المياه الجوفية والسطحية. ويعكس هذا التوجه التكامل بين خطط التنمية المحلية والاستراتيجية الوطنية للمياه، حيث لا تقتصر الجهود على زيادة الإنتاج فحسب، بل تشمل سلسلة الإمداد كاملة من الإنتاج والنقل والتخزين وصولًا إلى التوزيع والمعالجة وإعادة الاستخدام، بما يرسّخ أمن الإمداد ويعزز كفاءة التشغيل.

وقد مثّل العامان الماضيان نقلة نوعية في واقع خدمات المياه بالباحة، إذ جرى تشغيل عدد من الوحدات الجديدة ورفع الطاقة الإنتاجية لتغطية المزيد من التجمعات السكانية، ما انعكس إيجابًا على استقرار الخدمة وجودتها. واليوم، يشهد قطاع المياه في المنطقة تطورًا متسارعًا يعكس حرص الدولة على الارتقاء بجودة الحياة في جميع المناطق، وترسيخ الاستدامة المائية كأحد ركائز رؤية السعودية 2030. وهو ما يؤكد أن الاستثمار في البنية التحتية للمياه ليس خيارًا تنمويًا فحسب، بل ضرورة لضمان استقرار المجتمعات ودعم ازدهارها الاقتصادي والاجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى