ابتكار نانوي إيطالي يوصل الليثيوم إلى الدماغ عبر بخاخ ذهبي لعلاج الاضطرابات النفسية دون آثار جانبية
في إنجاز علمي جديد يمثل نقلة نوعية في مجال الطب النانوي العصبي، طوّر باحثون من الجامعة الكاثوليكية في إيطاليا بالتعاون مع جامعة ساليرنو ومستشفى بوليكلينيكو الجامعي، تقنية مبتكرة تعتمد على جسيمات ذهبية نانوية لتوصيل دواء الليثيوم مباشرة إلى الدماغ من خلال بخاخ أنفي. ويمثل هذا الاكتشاف خطوة واعدة نحو تطوير علاجات آمنة وفعّالة للأمراض النفسية والعصبية مثل الاضطراب ثنائي القطب وألزهايمر.
ويُستخدم الليثيوم منذ عقود في الطب النفسي لعلاج الاضطرابات المزاجية، غير أن تناوله عن طريق الفم يتطلب جرعات مرتفعة قد تسبب مشكلات في الكلى والغدة الدرقية، ما يجعل الوصول إلى الدماغ محدودًا وصعبًا. ومن هنا جاءت فكرة الفريق البحثي لإيجاد طريقة جديدة لإيصال الدواء مباشرة إلى موقع التأثير دون المرور بالدورة الدموية.
وتعتمد التقنية على جسيمات نانوية من الذهب مزوّدة بمركب “الغلوتاثيون”، ما يسمح لها باختراق الخلايا العصبية وإطلاق الليثيوم داخلها بجرعات دقيقة وآمنة. وأوضح الدكتور أنطونيو بونيربا أن هذه الجسيمات تتحلل داخل الجسم وتحرر الليثيوم تدريجيًا، مما يحقق تأثيرًا علاجياً مستقراً دون تجاوزات ضارة.
أما الدكتورة جوليا بولياتي فأكدت أن التجارب المخبرية على فئران مصابة بمرض ألزهايمر أظهرت تحسنًا في الذاكرة والسلوك خلال خمسة أيام فقط من العلاج، بينما أدى الاستخدام المستمر لشهرين إلى تحسن إدراكي ملحوظ دون أي آثار جانبية.
وأشار الدكتور روبرتو بياسينتيني إلى أن المسار الأنفي يُعد أكثر أمانًا وفعالية لإيصال الأدوية للدماغ، فيما أوضح الدكتور كلاوديو غراسي أن سهولة تصنيع هذه الجسيمات تجعل من التطبيق السريري لهذا الابتكار أمرًا ممكنًا في المستقبل القريب.
ويُعد هذا الإنجاز نقطة تحول في العلاجات الموجهة للدماغ، حيث يتيح التحكم الدقيق في الجرعات وتجاوز مشكلات الأدوية التقليدية، مما يمهد الطريق لثورة علاجية في الأمراض النفسية والعصبية.