أخبار العالم

تحذير صادم: مسكنات الألم قد تكون مصدر تفاقم الصداع المزمن

 

كشفت أبحاث طبية حديثة عن مفارقة مقلقة تُعرف باسم “صداع الإفراط في تناول الأدوية”. يشير هذا التحذير إلى أن الأدوية المسكنة التي يعتمد عليها الملايين لتخفيف آلام الصداع قد تتحول مع مرور الوقت لتصبح السبب الخفي وراء زيادة حدة معاناتهم.

مفارقة علاجية خطيرة

ووفقًا لتقرير نشره موقع “ساينس ألرت” أمس الأحد، يُعاني أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة وحدها من نوبات صداع منتظمة. لكن الدراسة تُسلط الضوء على أن نفس العقاقير الموصوفة للعلاج قد تُصبح المحفز الرئيسي للألم.

ويؤكد البروفيسور دان بومغاردت، المحاضر الأول في جامعة بريستول، هذه الحقيقة المفاجئة، موضحًا أن بعض المرضى لا يدركون أن الألم كان يزداد سوءًا بسبب الأدوية التي يتناولونها بانتظام إلا بعد التوقف عنها.

متى تتحول المسكنات إلى عبء؟

تتطور حالة “صداع الإفراط في تناول الأدوية” عند الاستخدام المفرط لأنواع معينة من المسكنات، مثل: الباراسيتامول، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (كالإيبوبروفين)، مشتقات المواد الأفيونية (كالكودايين)، أو التريبتانات. ويُشترط لتشخيص الحالة أن يتم تناول هذه الأدوية لفترة تتجاوز 10 إلى 15 يومًا شهريًا، وذلك لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر متواصلة.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

تشير الإحصائيات إلى أن هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة:

  • النساء، حيث تزداد احتمالية إصابتهن بثلاثة إلى أربعة أضعاف مقارنة بالرجال.
  • الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.
  • المصابون بصداع التوتر.

مسار التشخيص والعلاج

لضمان تشخيص دقيق، يشدد الأطباء على ضرورة أخذ تاريخ طبي مفصل للمريض، وإجراء فحص سريري دقيق، والاحتفاظ بسجل يومي لنوبات الصداع. ويرتكز العلاج بشكل أساسي على التوقف عن استخدام الأدوية بشكل تدريجي وتحت إشراف طبي، إلى جانب تطبيق علاجات وقائية واعتماد تغييرات صحية في نمط الحياة. ورغم أن مرحلة الانسحاب قد تكون صعبة في بدايتها، يطمئن الأطباء بأن تحسنًا ملحوظًا في جودة حياة المرضى يُلاحَظ عادةً في غضون شهرين من بدء العلاج.

أهمية التوعية المجتمعية

تختتم الدراسة بالتأكيد على أن هذه الظاهرة الطبية، رغم تأثيرها على نسبة كبيرة من السكان (خصوصًا المصابين بالصداع النصفي)، لا تزال غير مفهومة بشكل كافٍ. وتدعو الدراسة إلى تكثيف حملات التوعية لضمان تحسين نتائج علاج ملايين المرضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى