ولي العهد… قائد يعبر البيت الأبيض بثقة تشعر السعوديين بالفخر

كتب ـ فهد السمحان
في اللحظة التي توقفت فيها عدسات العالم أمام بوابة البيت الأبيض، لم يكن المشهد مجرد مراسم استقبال عابرة كان إعلانًا صريحًا بأن المملكة اليوم تتقدم إلى الساحة الدولية بثقة دولة تعرف قيمتها، وتدرك حجم تأثيرها، وتؤمن بأن المستقبل يُصنع لا يُنتظر. لقد بدا واضحًا أن الولايات المتحدة لم تُعِد هذا الاستقبال على طريقة “البروتوكول” بل على مقياس الضيف نفسه. فالتحرك الاستثنائي للرئيس، وتكامل المشهد الأمني والإعلامي، لم يكن لتجميل زيارة رسمية، بل لترسيخ حقيقة : أن الرياض أصبحت رقماً ثقيلاً في معادلة القوة والاستقرار. ولأن السياسة ليست شعارات تُرفع، بل مصالح تُبنى، جاءت الزيارة كحزمة واحدة تحمل رؤية سعودية واضحة: اقتصاد متنوع، شراكات طويلة المدى، تعاون دفاعي متقدم، وتوجه استراتيجي يربط المملكة بملفات الطاقة والتطوير والذكاء الاصطناعي. وهذا كله ليس بهدف الحضور بل بهدف التأثير وهنا تتجلى الحقيقة الأهم: المملكة ليست في موقع البحث عن دور، بل في موقع صناعة الأدوار وصياغة المستقبل. فهي اليوم تبني شراكات نوعية، وتصنع موقعها الدولي عبر قوة قرارها، ووضوح رؤيتها، وثقل قيادتها. وفي الشرق الأوسط، تتعزز أهمية هذا الحضور أكثر. فحين تتحدث العواصم الكبرى عن الاستقرار، تجد نفسها مضطرة للعودة إلى الرياض؛ إلى دور محوري أثبتته المملكة العربية السعودية في الاقتصاد والطاقة والسياسة الإقليمية، وفي صناعة السلام، وحماية مصالح المنطقة وشعوبها. ولأن الصور لا تصنع التاريخ، وإنما القرارات هي التي تصنعه، تخرج المملكة من هذه الزيارة بخطوات عملية تعزز موقعها كشريك استراتيجي لا يمكن تجاوزه، وكقوة صاعدة تتعامل مع العالم بندّية وثقة. وفي قلب هذا المشهد كله، يبرز سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوصفه قائدًا يصوغ مستقبل وطنه بثبات لا يعرف التردد، وحضورٍ يفرض احترامه قبل أن يطلبه. قوة رؤيته، وجرأة قراراته، واتساع طموحه، جعلت اسم السعودية يرتفع في كل محفل، وجعلتنا نشعر بفخر لا يُقاس. ومع كل خطوة يخطوها، تتقدم المملكة خطوة أكبر، ويزداد يقيننا أن القادم أجمل، وأننا نقف خلف قائد يصنع تاريخًا جديدًا لهذا الوطن العظيم الشامخ .



