مقالات وكتاب

1-7 من كل عام… التقاعد مسيرة عطاء تتجدد وخدمة وطن لا تتوقف

كتب ــ فهد السمحان

يحلّ الأول من شهر رجب، ذلك التاريخ الذي يحمله كثير من السعوديين في وثائقهم الرسمية كتاريخ ميلاد، ليكون في الوقت ذاته يومًا مفصليًا في حياة عدد كبير من موظفي الدولة، حيث يُسجَّل كيوم إحالة للتقاعد، معلنًا نهاية مرحلة وظيفية امتدت لسنوات، وبداية فصل جديد من الحياة بعد مسيرة حافلة بالعطاء وخدمة الوطن.
في هذا اليوم من كل عام، يطوي موظفون وموظفات صفحات طويلة من العمل اليومي والانضباط والمسؤولية، بعد أن أسهموا بجهودهم في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز مسيرتها التنموية. سنوات لم تكن مجرد وقتٍ قضوه في الوظيفة، بل كانت التزامًا ورسالة وأمانة أدّوها بإخلاص في مختلف القطاعات والمجالات.
لقد كان المتقاعدون اليوم هم عماد العمل بالأمس؛ في التعليم الذي صنع الأجيال، وفي الصحة التي حفظت الأرواح، وفي الأمن الذي رسّخ الاستقرار، وفي القطاعات الإدارية والخدمية والهندسية والإعلامية وغيرها، حيث تكاملت الجهود لتشكّل منظومة وطنية متماسكة أسهمت في نهضة الوطن وتقدّمه.
ولا يُنظر إلى التقاعد بوصفه نهاية الطريق، بل باعتباره انتقالًا طبيعيًا من مرحلة العطاء الوظيفي إلى مرحلة أوسع من العطاء المجتمعي. مرحلة تتحول فيها الخبرات المتراكمة إلى قيمة مضافة للأسرة والمجتمع، وتُستثمر فيها الحكمة والتجربة في الإرشاد والتطوع ونقل المعرفة للأجيال القادمة، بما يعزز القيم الوطنية وروح الانتماء.
وفي هذه المناسبة، يقف الوطن تقديرًا واحترامًا لكل من حمل الأمانة وتحمل ضغوط العمل وتحدياته، وقدم سنوات من عمره بإخلاص وتفانٍ. فالشكر لهم واجب، والاعتراف بعطائهم مسؤولية، لأن ما تحقق من استقرار وتطور كان ثمرة جهودهم المتراكمة عبر الأعوام.
ختامًا:نبارك لكل متقاعد ومتقاعدة، ونسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموا، وأن يبارك لهم في أعمارهم وصحتهم، وأن يجعل قادم أيامهم مليئًا بالطمأنينة والرضا، فخدمة الوطن لا تنتهي، وإنما تتجدد بتجدد المراحل وتتنوع صور العطاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى