من الإرهاق إلى التوازن… أمل الأمين تضع معايير التدريب الرياضي الآمن

في السنوات الأخيرة، ارتفعت معدلات ممارسة الرياضة بين النساء، إلا أن هذا الارتفاع لم يُرافقه بالضرورة وعي تدريبي صحيح. فخلف صور التحفيز والبرامج السريعة، تتزايد حالات الإرهاق العضلي، والإصابات المزمنة، والتوقف المفاجئ عن التمرين.
وهنا يبرز السؤال الجوهري:
هل المشكلة في الرياضة… أم في طريقة ممارستها؟
لم تعد المدرّبة الرياضية المختصة مجرد عنصر داعم، بل أصبحت خط الدفاع الأول بين المرأة وبين الإصابات، وبين الرغبة في التغيير وبين الفشل الصحي.
التدريب ليس قالبًا واحدًا
توضح المدربة الشخصية والمختصة في الطب الرياضي أمل الأمين أن أكبر خطأ شائع هو التعامل مع الأجسام المختلفة بعقلية واحدة.
فالعمر، والكتلة العضلية، وكثافة العظام، والتاريخ الصحي، ونمط الحياة، وحتى الضغط النفسي، جميعها عوامل تُحدد شكل التدريب الصحيح.
وتشير إلى أن التمرين الذي يُناسب امرأة في العشرينات قد يكون خطرًا على امرأة في الأربعينات، كما أن البرنامج الذي ينجح مع جسد خالٍ من الإصابات قد يُفاقم آلام الظهر أو المفاصل لدى أخرى.
ومن هنا، يصبح التقييم الحركي والطبي خطوة أساسية لا يمكن تجاوزها.
الإرهاق لا يعني التقدم
تؤكد أمل الأمين أن الإرهاق المستمر ليس مؤشرًا على فعالية التمرين، بل قد يكون إنذارًا مبكرًا لخلل تدريبي.
فالتمرين العنيف دون تخطيط، أو زيادة شدة التمارين دون تدرّج، يؤدي إلى:
• إجهاد الجهاز العصبي
• ضعف التعافي العضلي
• زيادة احتمالية الإصابات الصامتة التي تظهر لاحقًا
وتوضح أن المدرّبة المختصة تقرأ إشارات الجسد قبل أن تتحول إلى إصابة، وتُعدّل شدة التمارين ومستوى المقاومة وفق قدرة الجسم الفعلية، لا وفق الحماس اللحظي.
الوقاية… مفهوم مهني لا ترف رياضي
في التدريب الاحترافي، الوقاية من الإصابات ليست خيارًا إضافيًا، بل جزءًا أصيلًا من الخطة الأساسية، وتشمل:
• تصحيح الأخطاء الحركية
• تقوية العضلات الداعمة للمفاصل
• تنظيم شدة التمارين وتدرّجها
• إدخال تمارين الاستقرار والحركة الوظيفية
هذا النهج لا يحمي الجسد فقط، بل يضمن الاستمرارية، وهي العامل الأهم في أي نجاح رياضي طويل الأمد.
الراحة ليست ضعفًا… بل علم
من الأخطاء الشائعة اعتبار الراحة عائقًا للنتائج، بينما تشير المبادئ العلمية للتدريب إلى أن التكيف العضلي وتحسن الأداء يحدثان خلال فترات الاستشفاء، لا أثناء التمرين نفسه.
وتبيّن أمل الأمين أن المدرّبة الواعية توازن بين:
• الجهد
• الراحة
• الاستشفاء
وتبني برنامجًا يسمح للجسم بالتطور دون أن ينهار.
من نتائج مؤقتة إلى أسلوب حياة
تشدد أمل الأمين على أن أخطر ما تبيعه بعض البرامج الرياضية هو الوهم السريع.
فالنتائج الحقيقية لا تُقاس بسرعة النزول، بل بقدرة الجسم على الحفاظ على صحته، وقوته، ووظيفته الحركية على المدى الطويل.
وحين تُدار الرياضة بعقلية مختصة، تتحول من تجربة قصيرة إلى أسلوب حياة نشط، آمن، ومستدام.
خلاصة القول
المدرّبة الرياضية المختصة ليست من تُتعبك أكثر، بل من تفهمك أكثر.
هي من توازن بين الطموح والقدرة، وبين الحماس والحكمة، لتقودك إلى نتائج تحمي صحتك قبل أن تغيّر شكلك.




